مــنــتــدى الــكــنــيــســة الأرثــوذكــســيــة - فــلــســطــيــن - الأرض الــمــقدســة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحرب الروحية

اذهب الى الأسفل

الحرب الروحية Empty الحرب الروحية

مُساهمة  اسحق وديع الأحد مايو 20, 2012 8:18 am

كيف يعيش المؤمن حياة النصرة في الحرب الروحية؟
الحرب الروحية
مقدمة
ماهي الحرب الروحية؟ لكل حرب يوجد قائد لمواجهة العدو، من هو قائدنا، ومن هو الجندي المقاتل؟ ومن هو العدو في هذه الحرب وكيف نستطيع أن ننتصر عليه؟ ان عرفنا القائد والجندي والعدو كل بحسب امكانياته وقدرته الحربية فسوف نخوض الحرب بانتصار. ولكي تكون منتصراَ يجب أن تعرف ثلاثة مفاتيح للنصرة.
المفتاح الاول اعرف قائدك
1. الإيمان بنصرة المسيح على ابليس، يعطنا قوة للإنتصار المستمر"تجربة الشيطان للرب في البرية. وكيف انتصر عليه. وأيضاَ يقول بولس"شكراَ لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح يسوع كل حين"
2. الثقة في قوته تمنحنا الانتصار" تقووا في الرب وفي شدة قوته (افسس6: 10)
3. الحرب ليست لنا بل للرب، فهو الذي يستطيع ان يعبر بنا من مجد الى مجد، من انتصارلانتصاربطاعته.
4. الله كلي القدرة والمعرفة، وهو الذي صنعنا ويعرف كل شئ عنا، فلا نخف من العدو فقد تم خرابه الي الأبد، وأيضاَ قد جرًد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراَ ظافراَ بهم في الصليب بمعني ليس له سلطان علينا. وإذا كان العدو كأسد فإلهنا هو الأسد الخارج من سبط يهوذا، فقد حطم اسنانه وسحق رأس الحية، وأعطانا سلطان أن ندوس الحيات والعقارب، وكل قوات العدو . فيجب على المؤمن أن يتقدم ويصارع بكل ماأخذ من الرب كل هذه القوة.
المفتاح الثاني إعرف مكانتك(مركزك في المسيح )
1. تذكرانك انتقلت من الظلمة الى النور، وصرت ابناَ له فأنت موضوع عنايته وإهتمامه بك"لان كل من ولد من الله يغلب العالم .وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا"(1يو5: 4
2. تذكر باستمرار انك قوياَ بالقوة التي اتيحت لك من خلال مركزك الجديد بالمسيح، وان هذه القوة اقامت المسيح من الموت، وتسكن الان فيك وهذا هو الاساس لكسب المعركة. "الذي فيكم أقوى من الذي في العالم"(1يو4:4)
3. تذكران تلبس سلاح الله ولا تنظر للسلاح ولكن الى اله السلاح، لان اسلحتنا تصبح عظيمة فقط من خلال الله.
المفتاح الثالث اعرف عدوك :
مَن هو هذا العدو الذي أتعب الكثيرين من المؤمنين هل هو حقيقي؟ انه العالم الغير منظور، يقوده الملاك الساقط الذي قيل عنه زهرة بنت الصبح، وابليس يعمل بخفاء. قال عنه الكتاب إله هذا الدهر،خصمكم كأسد،المقاوم،الكذاب،وهو ابليس أي العدو، الشيطان أي المفتري،ولوسيفر اي رئيس الذباب، وبليعال، والشرير، والمجرب، والمشتكي ، فهو حقيقي مخلوق أصله ملاك من الكروبيم، وكان اجمل المخلوقات، لكنه تكبر على الله واراد ان يكون مثل الله، وبهذه الخطيه اسقط ادم ايضاَ. فهو تمرد على الله، وان الشيطان منظم في عمله ولا يكل من محاربة المؤمن فهو عدوه اللدود، الحقيقة انه يوجد عالم غير منظور موجود مثل العالم المنظور تماماَ هناك كائنات شريرة يمكن ان ترعبنا اذا رأيناها. إذاَ عدونا مرعب وهو حقيقي وليس خيالاَولا يجب الاستهانة به، نحن لسنا اقوى منه، ولكن الرب الذي فينا نتقوى به. وعلى الجانب الآخر هو ساقط من السماء كما قال عنه الرب يسوع للتلاميذ رأيت الشيطان ساقطاَ مثل البرق من السماء. وان الشيطان ليس صورة تعبيرية عن الشر ولكنه ملاك قوي ارتكب الخيانة ضد خالقه، واقنع ثلث الملائكة لكي يتمردوا معه، وهو يعمل الآن على تدمير كل ماهو جيد ومرتب من قبل الله . يجب أن نحترم عدونا ولا نخافه بمعنى أن لا نستهين به ويحذرنا منه الرسول بولس بالقول" لئلا يطمع فينا الشيطان لأننا لا نجهل أفكاره"2كو 2: 11 ويدخل ابليس ويهاجم المؤمن من خلال القلق، عدم الغفران، المرارة، الغضب ، السخط، الذهن المخدوع، وبث الأكاذيب في أذهان المؤمنين.
بعد أن عرفت كل هذه الحقائق عن قائدك وعن مركزك وعن عدوك. كيف تعيش حياة النصرة؟
لكل حرب خطة، ولكل خطة تدريب فعندما يضع القائد الخطة المناسبة لخوض الحرب ، يعطى الجنود التعليمات والتدريب على تنفيذ هذه الخطة. وخطة الله لنا أن نكون منتصرين دائماَ"اشترك في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح" فعلى المؤمن أن يجاهد لكي يغلب ومكتوب"وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت" والتدرب على كلمة الله واللهج بها، يساعدني على التغلب والنصرة ، أن ندرك اننا اقوياء في الرب، ونثبت فيه ونكون يقظين ونستخدم اسلحتنا، وفوق كل هذا ان نصلي نحن نمثل أعظم جيش في التاريخ، ونحن نحارب من أجل أعظم هدف وعندما يأتي الملك في انتصاره العظيم سوف ننال أمجاد المحارب الشجاع.
وعندا تنتهي الحرب غير المرئية، فلن نكون في حاجة الى خوضها مرة أخرى، فيجب أن يكون لك هذا الإيمان.
أن تدرك انك اصبحت ابن ملك الملوك ورب الارباب، ومركزك في المسيح، وبجانبك سيف الروح الذي هو كلمة الله وان لديك سلطان الله، ان تخوض هذه الحرب وتخرج منتصراَ، لان المسيح قدم وعداَ لكل المؤمنين " ها أنا أعطيكم سلطان أن تدوسوا على الحيات والعقارب وكل قوة العدو" لست في حاجة الى شئ الا أن تستخدم هذا السلطان المعطى لك من قبل الملك. كيف تستخدم سيف الروح، أن تدرس كلمة الله وتكون مستعداَ في كل وقت وتصّرف بكل حزم عندما يواجهك العدو. لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، فهى مثل الذخيرة لدى الجندي بها يستطيع أن يواجه بها بدون خوف وسيطرة . لذلك ما عليك الا أن تستخدم هذا السلاح العجيب لأن كل أجزاء السلاح الباقية هى للوقاية أو الدفاع ، ولكن هذا السلاح هو للهجوم ويقول الكتاب "كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف زي حدين".
ما هي الأوقات التي يحاربناٍ فيها العدو؟
1. يهاجمنا العدو عندما نتخذ خطوات ايمان هامة من أجل نمونا الروحي.
2. يهاجمنا العدو عندما نقتحم مواقعه، وهى الكرازة بالانجيل في ذلك انت تتعدى عليه في اتباعة .
3. عندما نعرفه على حقيقته، وأن الكتاب المقدس يكشف لك ذلك، انه يخلط الحق بالكذب ويخدع المؤمنين.
4. يهاجمنا عندما نتوب ونقطع صلتنا بالعالم . فهو لا يهاجم الذي يعرج بين الفرقتين (العصا من النصف)
دور المؤمن في التعامل مع هذه الحرب
*أن يكون صاحياَ: 1بط 5: 8 "اصحوا واسهروا لأن ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساَ من يبتلعه هو"
*أن يقاوم بالإيمان : فقاوموه راسخين في الإيمان(1بط5: 9)
*أن لا يعطي العدو مكاناَ: (أفسس4: 27) "لا تعطوا ابليس مكاناَ" وأيضاَ يعقوب 4: 7-8
*أن يستخدم سلاح الله الكامل:2كو 10: 4 "إذ اسلحة محاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون".
دور الله في هذه الحرب
بما اننا في مصارعة مع العدو، فإن الله بنفسه وبحسب مقاصده، من جهة علاقتنا به، يأخذ أيضاَ مركزنا من جهة هذه المصارعة، فنحن لنا علاقتنا بالله أبينا، وبالتالي علينا أن نقاوم الشيطان والله أبينا هو الذي ينتصر لحسابنا، ويعلمنا الطريق للنصرة. بواسطة الروح القدس الذي يملاؤنا فبدون الملء بالروح القدس سوف يكون هناك فراغ يستطيع ابليس أن يستغله ويدخل من خلال هذا الفراغ .
كيف تعد نفسك للهجوم؟
الكتاب يوضح لنا في أفسس 6: 6-13 أن مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء والسلاطين مع أجناد الشر الروحية. فعلينا أن نلبس سلاح الله الكامل، حتى نقدر أن نثبت في اليوم الشرير، وهناك أجزاء مهمة للسلاح الذي نلبسه ، ويحتاج كل مؤمن أن يلبسه حتى يثبت ضد الهجمات. فما هي هذه الأجزاء؟
1. خوذة الخلاص :هي سلاح وقائي لحماية الذهن من الأفكار الشريرة، وخوذة الخلاص هى يقين الخلاص من الخطية.وهي حماية لاذهاننا، فيجب على المؤمن ان يجدد ذهنه، ويحتفظ بكلمة الله في ذهنه.
2. منطقة الحق: وهي ادراكاَ واضحاَ لكلمة الله، فهي تحمل كل اجزاء السلاح ،وهي الصدق أمام الله والناس.
3. درع البر: يشير الى العلاقة الصحيحة مع الله ،والنزاهة في اسلوب الحياة ، وتوافق ارادتنا مع ارادة الله
4. استعداد انجيل السلام: وهو الاساس الصحيح لمعرفة الانجيل وان نكون مستعدين للمشاركة فيه.
5. ترس الايمان: هو الثقة المطلقة في الله، وفي وعوده، وفي قوته، وخطته لحياتنا ،ونصرتنا على الخطية.
6. سيف الروح:: الذي هو كلمة الله وقلنا سابقاَ انه سلاح للهجوم وكل الأجزاْ السابقة هي للحماية من العدو.
7. الصلاة: "مصلين بكل صلاة في الروح"هذا النوع من الصلاة وهو صراع الصلاة بالروح وهو الجهاد في الصلاة ، ان ابليس يعلم ان الصلاة تكشف هزيمته من اجل ذلك سوف يزيد من حدة الصراع ويحاول ان يبعدك عن الصلاة اكثر من اي شئ اخر تفعله . ويعلم جيداَ ان الصلاة هي طريق الانتصار.
الخطوة المهمة للهجوم هي مقاومة ابليس: يقول الكتاب في يعقوب 4: 7-8 "فإخضعوا لله قاوموا ابليس فيهرب منكم . اقتربوا الى الله فيقترب اليكم"أولاَ الخضوع لله لأنه هو سر نصرتنا، فكل مجال في حياتك لا يخضع للرب مهدد بشن الحرب ضده وهزيمته . والجانب الآخر من الخضوع لله هو أن تقاوم ابليس فيهرب منك، لم يقل الكتاب فيهرب من الرب ولكن سيهرب منك لماذا؟ لأن لديك السلطان والصلاحيات الكاملة ووضعك في المسيح، يجعل ابليس يفر هارباَ لأنه منهزم أمام قوة المؤمن المستمدة من قوة الرب، صمم أنك لن تسقط في حيله ومخططاته بعد الآن.
ابتعد عن أي مكان بمفردك يستدرجك فيه ابليس لكي ينفذ فيك مخططه. ابتعد عن المصادر التي قد تجعلك تسقط واقترب من المصدر الوحيد للقوة أي كلمة الرب، التي بالتدرب عليها نستطيع أن نكون أبطالاَ ومقاتلين، لأنه يُعلم يديّ القتال وأصابعي الحرب، كما تقول الآية اقتربوا الى الله فيقترب اليكم. وأيضاَ طهروا قلوبكم ياذوي الرأيين. ياتُرى ماهي اتجاهات قلبك الداخلية والشهوات لا تستطيع أن توفق بين الطريقين الخضوع لمملكة الله والانغماس في مملكة العالم .
اعرف كيف تستخدم سلاحك ومستعد للمواجهة متى تطلب الأمر، تدرب جيداَ لكي تعرف ان تستخدم السلاح في الوقت المناسب. كم من مؤمنين يهملون التدريب يسقطون من اول جولة ٍلانهم غير قادرين على التصدي (عدم استعداد) اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة)
المؤمن المنتصر يعيش في النور وهذا أقوى سلاح" فلنخلع اعمال الظلمة ونلبس اسلحة النور" ويجب ان يسلك في الحق ويتكلم الحق، ويحارب بالحق" فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق"
المؤمن المنتصر يعيش بالايمان، ويفكر بالايمان، ويتكلم بالايمان، يحارب بالايمان"حاملين فوق الكل ترس الايمان"
الخاتمة
من كل ماسبق نستنتج ان سر حياة النصرة، هي في الاعتماد على قوة الله وليست قوتنا، والتسلح بسلاح الله الكامل فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم، وان نعرف قيمتنا في المسيح، وندرك اننا أعظم من منتصرين فمهما كان العدو قوي ليس له سلطان علينا البته، لأن المسيح في الصليب جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراَظافراَ بهم في الصليب.
كل ما احتاجه للغلبة والنصرة: صليب المسيح" وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم ولم يحبوا حياتهم حتى الموت" ففي الصليب تم سحق العدو"هشمت انيابه لم يعد له قوة اطلاقاَ. وأيضاَ كلمة الحق المسيح استخدم المكتوب في حربه مع العدو ،إذ أنا لا اعرف المكتوب، انا هاكون مغلوب " لأنكم أقوياء وكلمة الله ثابتة فيكم وقد غلبتم الشرير. والروح القدس الذي يرشدني وينصحني ويعزيني وبما ان الروح القدس ساكن فيَ بالتالي سوف يُعين ضعفاتي وبالروح القدس اموت عن الطبيعة الجسدية واعيش الطبيعة الالهية. "اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" وعنصر مهم جداَ يساعدني على الغلبة والانتصارهو جسد المسيح( الكنيسة)فهي الجسد الذي يضمني في وقت ضعفي وتشجعني أتعلم منها وأكبر فيها، فحضورى الاجتماعات يجعلني قوياَ فشركة المؤمنين ركن أساسي في حياة النصرة في الحرب الروحية "غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة" لذلك يعطنا الرب فهماَ في كل مايقوله لنا في كلمته. هناك حرب وهناك عدو حسب استعدادك لهذه الحرب سوف يكون لك الغلبة. فتذكر دائماَ ان الشيطان عدو مهزوم، وانك انتقلت من الموت الى الحياة، وان تعيش حياة القداسة وتنفصل عن العالم وتلتصق بالرب. وأن يكون لك الايمان الواثق انك تغلبه، فماذا يغلب العدو ايماننا، والتمسك بكلمة الله. والمواظبة على قراءة ودراسة كلمة الله باستمرار. مثل ما مداومتي على المذاكرة لكي انجح في الامتحان، هكذا في كلمة الله لكي ننتصر على قوة العدو. يساعدنا الرب ان نمارس هذا الحق ونعرفه" تعرفون الحق والحق يحرركم" ولالهنا كل المجد.
المراجع المستخدمة
انجرام، تشيب. الحرب الروحية. معهد تدريب القادة، الشرق الأوسط، 2006.
سامح، موريس. حياة النصرة. كنيسة قصر الدوبارة، القاهرة،2002.

اسحق وديع

المساهمات : 1
تاريخ التسجيل : 20/05/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى